التكنولوجيا

رغم أن الرأي العام الأمريكي يعتمد بشكل أكثر على التكنولوجيا الرقمية لإدارة المجتمع وإزدهار صناعة التكنولوجيا الأمريكية، إلا أنّ الأدوات الجديدة التي تستخدم لإغراق السوق كل عام من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل: (آبل – مايكروسوفت – جوجل، IBM ،HP وسيسكو) تجني أرباحاً قياسية، إلا أنّ إدماننا على أحدث التقنيات جعلنا نقضي على الغلاف الجوي، المياة، السكان الأصليين وعلى المدى الطويل الإقتصاد. الصور الآتية توضح تأثير ازدهار تكنولوجيا الولايات المتحدة على بقية العالم.

– شركات التكنولوجيا تعتمد على عمالة الأطفال للمواد الخام:

في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي مزقتها الحرب، كُثفت عمالة الأطفال في العقد الماضي نتيجة لزيادة الطلب على المعادن مثل: “الكوبالت، النحاس، الكولتان”، وحالياً 16% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاماً يعملون في صناعة التعدين الكونغولية.

أطفال جمهورية كونغو الديمقراطية

ورغم أنّ قوانين التعدين الكونغولية التي تحظر القوات المسلحة في البلاد من تشغيل المناجم، يتحكم الجيش الكونغولي بما يقرب من 50% من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتعد منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة واحدة من أسوأ أشكال عمل الأطفال بسبب وجود مخاطر صحية عدّة كامنة في هذه الصناعة.

– مشاركة 40000 طفلاً للتنقيب على المعادن التي تستخدم في صناعة الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة:

للالتفاف على قوانين التعدين في الكونغو، يعمل الجيش الكونغولي في إطار المابديء التوجيهية “التعدين الحرفي”، والسماح لهم بتجنيد العمال للعمل في ظروف خطرة للغاية، ووفقاً لدراسة أجرتها بعثة BMS لعام 2010 أن حوالي 10 100 ألف من عمال المناجم في جمهورية الكونغو الديمقراطية يشكل منهم حوالي 40% من الأطفال تحت سن الـ 18 عاماً.

أطفال جمهورية كونغو الديمقراطية

الأطفال يعملون غالباً مقابل آجر يبدأ من 1 دولار إلى 5 دولار في اليوم الواحد،  بينما هناك حوالي 66% من الأطفال غير قادرين على إنهاء الدراسة و77% منهم يأكلون وجبة واحدة في اليوم.

– مجموعات الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 تعمل في الألغام التي تغذي صناعة التكنولوجيا الأمريكية:

تملك جمهورية الكونغو الديمقراطية تقريباً 80% من الكولتان في العالم جنباً إلى جنب مع الجيش الوطني الكونغولي وميليشيات من أوغندا، رواندا وبوروندي على معظم مناطق تعدين الكولتان في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

أطفال جمهورية كونغو الديمقراطية

نُشير إلى أنّ هناك مجموعة واحدة من القوات الديمقراطية لتحرير رواندا كانت وراء ذبح 800 ألفاً من الروانديين عام 1994.

ورغم أن رواندا نفسها لا تحتوي على الكولتان، إلا أنّ صادراتها ارتفعت من 50 طن عام 1995 إلى 250 طناً خلال عام 1998، كما ذكرت الأمم المتحدة أن الشركات الأمريكية اشترت المعادن المستغلة واستخدمتها كمحرك للصراع في الكونغو وذلك خلال عام 2001.

عمال شركات التكونولجيا

من جهة أخرى، عقد مصنع (فوكسكون) وهو أكبر مصنع عمل قطاع خاص في الصين ورئيس الشركات المصنعة لأجهزة Iphone، Ipad وآبل، كما أنه يشارك بصناعة الالكترونيات في شركات (ديل، موتورولا، نينتندو، نوكيا وسوني).

وتعتبر ظروف العمل على ما يبدو سيئة للغاية في فوكسكون ما أدى إلى انتحار مجموعة من العمال في عام 2010 وتحديداً في مصنع (شنتشن فوكسكون) الذي شهد حادثة انتحار 14 عاملاً، مما أدى إلى وضع حواجز حديدية على النوافذ لمنع العمال من القفز.

عمال شركات التكونولجيا

مع ذلك، لا يزال عمال (فوكسكون) يحاولون الانتحار كل عام فبين عامي 2010 و2013 أقبل 7 من العمال على الانتحار، وقفز آخر في شهر أغسطس عام 2011، مما اضطر صاحب المصنع على جعل العمال يوقعون على عقد يمنعهم من الانتحار.

وثيقة

ورداً على سلسلة الانتحارات، أعلنت إدارة فوكسكون عن زيادة أجور العاملين من 293$ في الشهر إلى (9.7$  زيادة يومية) في محاولة لتعزيز معنويات العمال، ولكن الشركة لم تقم بإزالة شبكات الانتحار من مبانيها حتى الآن.. وإذا شاهدتهم الصورة التالية ستلاحظون أن الروح المعنوية لدى العمال لم تتحسن كثيراً.

عمال شركات التكونولجيا

– العمال يحصلون على 17$ في اليوم، والرئيس التنفيذي للشركة يجني ما لا يقل عن 6 بليون دولاراً:                      

يعتبر نظام الأجور وظروف العمل في (فوكسكون) لا يطاقان حيث أنّ حوالي 5% من قوتها العاملة أي حوالي 24 ألف شخص يقدمون استقالتهم كل شهر، ووفقاً لصحيفة (نيويورك تايمز) فإن متوسط أجر العامل في المصنع حوالي 17$ في اليوم، ويعمل 70 ساعة أسبوعياً وذلك في الوقت الذي يجني فيه الرئيس التنفيذي للشركة ثروة بلغت 5.9 مليار دولاراً، وهذا يعني أنّ الموظف الواحد لابد أن يعمل حوالي 347 مليون يوماً حتى يملك هذا المبلغ مثل الرئيس.

عمال شركات التكونولجيا

وقال محقق الحكومة الصينية Zhu Guangbing: “مئات من الأشخاص يعملون في ورشات العمل ولكن لا يسمح لهم التحدث مع بعضهم البعض، فإذا كنت تتحدث يتم وضع علامة سوداء في سجلك وتحصل على توبيخاً من قبل مديرك بالإضافة إلى الخصم من الراتب”.

– التعدين ينتج بحيرات من النفايات السامة:

بحيرات سامة

يتم إنتاج ما يقرب من 95% من المعادن الأرضية النادرة المستخدمة في الهواتف الذكية وأجهزة الـ Laptops في شمال الصين، بينما منغوليا تحمل حوالي 70% من احتياطات العالم من نفايات التعدين التي تتدفق من الأنابيب في باوتو في منطقة منغوليا في شمال الصين، والتي تمثل بعض البحيرات السامة التي تغطي أكثر من 5 أميال في القطر.

– هروب شركات التكنولوجيا من دفع الضرائب:

رسم بياني

تعتبر أكبر 5 شركات في المجال التكنولوجي (آبل، مايكروسوفت، جوجل، أوراكل وسيسكو) تمتلكن أكثر من 430 بليون$ في الخارج، فشركة أنّ آبل تملك وحدها 158 بليون دولار مخبأة في الخارج إذا تم إعادتهم إلى الولايات المتحدة وإخضاع إيرادتها للضريبة بمعدل 35% أي 30 بليون$ فهذا من شأنه توفير ما يقرب من 150 بليون دولاراً في الإيرادات.

كما يوضح في الرسم البياني أدناه أنّ معدلات الضرائب  في صناعة التكنولوجيا أدنى من المعدلات الطبيعية في جميع الصناعات.

رسم بياني

درس الأستاذ أسواث داموداران، الأستاذ في جامعة نيويورك، بيانات أكثر من 7000 شركة للتداول العام، واكتشف أنه حين يدفع قطاع السيارات التجزئة ضريبة حوالي 32.7% بينما برامج الحاسوب وقطاع الخدمات وأجور الإنترنت تبلغ فقط 10%.

في حين أنّ صناعة التكنولوجيا في حالة ازدهار ووجود التدفق الهائل بين موظفي غوغل، تويتر وفيسبوك، تتجه إلى سان فرانسيسكو وأوكلاند بشكل جماعي.

حافلات شركة آبل

كما أنّ شركات السيليكون تجبر العمال على الانتقال يومياً من شققهم في وسط المدينة لأماكن عملهم بإستخدام خدمات الحافلات الخاصة. وفقاً لصحيفة (سان فرانسيسكو كرونيكل)، يبلغ متوسط سعر الشقة التي تتضمن غرفة نوم واحدة حوالي 2,186$ في سان خوسيه، 2,469$ في أوكلاند و3،361$ في سان فرانسيسكو.

أخيراً، التكنولوجيا هي صناعة من المرجح نموها وازدهارها بشكل كبير على مدى العقود القليلة القادمة، ما لم يبدأ الزبائن بالمطالبة بمعاملة أفضل لكل من العمال، البيئة والمجتمعات التي يعيشون فيها.

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار