غسان عبود

لم تكن قناة الـ Orient خلال سنوات الحرب السورية إلا منبراً عنصرياً دموياً وداعشياً، هذه المحطة انطلقت قبل الحرب السورية واستطاعت أن تستقطب في بداية مسيرتها مشاهدين كثر بسبب تنوع برامجها، فخاطبت من خلالها مختلف الأعمار والشرائح.

كل هذا قبل الحرب، أما مع بداية الأزمة السورية صارت الشاشة عنصرية وطائفية تدافع عن جماعة الحر ومن بعدها النصرة لتستقر على جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام. قبل أيام شن رجل الأعمال غسان عبود، مدير المحطة، حرباً على أبناء أمته من الأرمن والشركس، فنشر على حسابه على الإنترنت Post يبين من خلاله مدى الحقد الذي يحمله تجاه الأرمن والشركس، فراح يمن عليهم وكأن سوريا “بيت اللي خلفوه”.

غسان

بدأ غسان بالحديث عن الهجرات ليصل إلى مرحلة يعيّر فيها الأرمن بالمهن التي يعملون بها، واتهم الشركس بالتحالف مع المحتل الفرنسي، لاغياً كل المجتمع السوري المتعدد بمذاهبه وطوائفه ليعمم بأن سوريا دولة (سنية).

كتب صاحب المحطة: (بوست مؤلم! عرفت سوريا ٣ موجات من المهاجرين في القرن الأخير، الموجتان الأوليتان للأرمن والشركس، قدمتا إلى سوريا مضطهدتين حفاة عراة، فحماهم الشعب العربي السوري السُني واقتطع لهم أرضاً وأواهم.

منشور غسان عبود

الشركس بدل أن يبنوا علاقة مع الشعب الذي أواهم بدأوا علاقة مع المحتل الفرنسي وساعدوه في قمع ثورة الغوطة، فهم من ألقى القبض على الثائر حسن الخراط وأعدموه!

مائة عام مرت على الهجرتين ولم تتمع القوميتان بأحلام وطموحات الشعب السوري! الأرمن يعيروننا (بتفوقهم العقلي)، “مصلحين سيارات وصنّاع أحذية، كيف لو كانوا علماء فضاء؟”.

مائة عام ومعظمهم يعرف العربية كمعرفة الشعب السوري بالصينية! وعندما تحركت الثورة رفعوا السلاح بوجه جيرانهم وتجندوا ميليشيات عند النصيري لقمع المتظاهرين!

غسان عبود

الموجة الثالثة هجرة اليهود الذين قرروا أن يكونوا جزءًا من مخطط دولي لاستنزاف وتدمير المنطقة بدلا من أن يسكنوا ويساكنوا، ولن يطول الزمن ليعرفوا أنهم أيضاً هدف لأعداء المنطقة! للأسف حظوظنا سيئة مع الهجرات، الأمم تستفيد من موجات الهجرات وشعبنا تقتله الهجرات مهما أكرمها.. سوريا حرّة).

لا أعلم عن أي زمن يتكلم عبود، عام ١٩١٥ هاجر الأرمن من أرمينيا بسبب الإبادة التي تعرضوا لها من قبل العثمانيين، مع وصولهم إلى سوريا راحوا يعملون واستطاعوا أن يكونوا جزءًا فاعلاً في المجتمع السوري لا عالة عليه، إلى أن بنوا مدارسهم الخاصة فدخلوا مجالات الحياة كلها، لا صناعة الأحذية وتصليح السيارات فقط بل في الطب والهندسة والسياحة والتجارة، لكن على ما يبدو بأن صاحب المحطة كان يجب أن يطّلع على نشاط أبناء أمته قبل شتمهم.

 Aleppo, Syriaسوريا حلب

لم يكتفِ غسان بهذا المنشور بل طرد عدداً من موظفيه ومن ضمنهم الأرمني جيراير أغاباشيان، فعبود يطمح إلى تحويل محطته منبراً سياسياً طائفياً لا مكان فيها للمسيحيين أو المسلمين الذين يختلفون عنه.

لا يزال غسان يدافع عن ثورتهم التي انتهت قبل أن تبدأ فتحولت إلى إرهاب ودمار، هذه الثورة التي أطلقوها بعبارات “توت توت العلوية عالتابوت والمسيحية عبيروت”، ساقطة تماماً كمحطته ومعلوماته السطحية والعنصرية.

ملكون كرابتيان

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار