الشيخ علي ياسين
الشيخ علي ياسين

25 أيار/مايو 2000 هو تحول إستراتيجي في حياة الأمة وسقوط مشروع إسرائيل الكبرى وأيضاً سقوط مشروع هنري كسنجر، لتفتييت دول المنطقة لصالح الكيان الصهيوني. الدول التي أسقطت المقاومة الاسلامية مشروع تفتييتها اليوم هي نفسها التي تحارب المقاومة لصالح المشروع الصهيوني مقابل محافظة الحكام على عروشهم.

كانت كلمات ذو مغزى كبير للعلامة الشيخ علي ياسين رئيس لقاء علماء منطقة صور، أثناء استقباله لنا في مكتبه، حوارنا معه يأتي في إطار تعزيز التواصل الإعلامي مع مرجعيات المنطقة وفعالياتها لدورهم الطيب في تعزيز روح المحبة والألفة بين المجتمع الفلسطيني واللبناني، مما يساهم بخلق جو يسوده الاستقرار والعيش المشترك ويعزز السلم الأهلي في لبنان ويبعد أدوات التحريض المذهبي والطائفي التي لم تجلب سوى القتل والدمار على الأمة.

بدأ حديثه العلامة ياسين بقوله “نحن على أبواب شهر رمضان المبارك شهر بناء الإنسان المسلم وإني أرى أن الفلسطينيين في الداخل المحتل وخصوصاً فلسطيني الأراضي المحتلة في الـ 48 فاجئوا وصدموا الكيان الصهيوني بأن المراهقين منهم حمل سكاكين ليقتصوا من المحتل ولن ينسى حقه بأرضه رغم مرور 68 عاماً على نكبتهم”. كما أوصي في هذا الشهر الكريم الشباب الفلسطيني وأهل فلسطين أن يعودوا إلى كتاب الله وقوله الكريم : “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا” وعليهما أن يُعدا ما يستطيعان من قوة للمقاومة بالحجر والسكين والبندقية. ولتبقوا على ثقة بالله سبحانه وتعالى وبقوله الكريم: “يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، وأن تبقى أنظاركم وأعمالكم موجهة لداخل فلسطين وأن تمنعوا أحداً منكم المساهمة في “الربيع العبري”. وخصوصاً من ارتدوا رداء التسمي بالمسلمين أو التكفيريين الذين اعتبروا هدفهم مقاتلة المسلم قبل مقاتلة اليهود، وهم متسلحون بفكر منحرف عن الإسلام، مبني على الإسرائيليات، وادعوهم للعودة لكتاب الله، وأن يعملوا به وسيكون النصر حليفهم ويدحرون المحتل ويقيموا دولتهم الفلسطينية المستقلة على أرض كل فلسطين.

– هل ترى المجتمع الفلسطيني منسجم مع ذاته ببقاء هدفه وبوصلته فلسطين فقط؟

أولاً أٌبدي تعاطفي مع الشعب الفلسطيني في لبنان الذي ينقصه الكثير من الحقوق المحجوبة عنه. أن كان لضعف إمكانيات الحكومة اللبنانية ولكن يوجد مؤامرة من الدول الكبرى ومن حكام العرب على هذا الشعب حتى ييأس ويرضى بالتوطين وينسى فلسطين. ولكن الذي يعزينا في الموضوع أن اعتقادتنا ومشاهداتنا ان الشعب الفلسطيني في لبنان لم ولن ينسى فلسطين وسيتحمل كل اذى وكل ظلم وحرمان وسيبقى موحدًا من اجل العودة لارضه ووطنه المحتل. وانا لا ارى ان الفلسطينيين في المنطقة تأثروا بالتحريض المذهبي والطائفي في المنطقة وأن وجدت بعض الحالات فهي فردية ومحدودة جدًا. وبالجو العام ان الفلسطينيين لم يتأثروا بالربيع “العبري”. وبقوا موحدين واوفياء للشعب الذي احتضنهم واحتضن قضيتهم العادلة وتقاسم معهم موارد رزقه وعيشه. ولا بد من ان تحافظوا على وحدتكم ولتبقى كل ابصاركم وبصيرتكم متجهة الى فلسطين والمسجد الأقصى حتى يتحرروا ولتنالوا العزة في الدنيا والأجر والثواب في الآخرة.

الشيخ علي ياسين مع المحاور
الشيخ علي ياسين مع المحاور

– الواقع المعيشي للمخيمات الفلسطينية سيء لفقدانه لحقوقه الإنسانية في لبنان ويشكل أداة اضافية لجملة من أدوات الضغط المباشر عليه لتيئيسه والتخلي عن حقه بالعودة، ماهي وجهة نظركم بذلك؟

بالواقع أقول أن حال أهل الجنوب ليس أحسن حالاً من وضع اللاجئين الفلسطينيين. الأول محروم في وطنه والثاني محروم من وطنه. ومن المفترض أن نكون أكبر من المؤامرة، يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
“يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”(صدق الله العظيم). نحن نسعى لتحسين وضعنا لا نرضى بما نحن فيه ولكن إذا لم نستطع أن نتحسن، لا يدخل إلى قلوبنا اليأس ليبقى الأمل بالله سبحانه وتعالى كبير والأمل في بعضنا البعض وان يتعاون بعضنا مع بعض. ولنعيش كفلسطينيين ولبنانيين مع بعض بتعاون وأن يتضامن بعضنا مع بعضاً لأن المصير واحد ولنواجه معاً هذه المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها المنطقة لخدمة اليهود لكي ينعموا بالأمن والأمان على حساب دماء شعوب المنطقة ومن هنا أطالب المجتمع الدولي بتحمل كامل مسؤولياته اتجاه اللاجئين الفلسطينيين حتى تحقيق العدل وعودته لارضه ووطنه.

– كيف ترى فضيلتك عمل القيادات والفعاليات الفلسطينية هل تقوم بدورها المنشود بإتجاه تعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية؟

عندما يصبح الإنسان مسؤولاً إن كان لبنانياً أو فلسطينياً يقصر في تحقيق آمال شعبه. نتأمل أن ينظروا بعين البصيرة لمعاناة شعبهم وأن يخرجوا من الشخصنة وحب الذات وأن يذوبوا في القضية الكبرى قضية تحرير فلسطين.

– العلاقة والتنسيق اللبناني الفلسطيني في منطقة صور في ظل استعار نار التحريض المذهبي والطائفي في المنطقة كان نموذجًا جيد لمنع تأثرها بهذا المناخ، هل ترى من الواجب على المجتمع الفلسطيني أن يخطو خطوات أخرى ويعزز العلاقات مع المجتمع اللبناني على الصعيد الاجتماعي والأهلي وعلماء الدين؟

الدور الذي يقوم به علماء الدين في الجانبين اللبناني والفلسطيني مقبول نوعاً ما ومن هنا سأعود للوراء قليلاً بخصوص المذاهب في الإسلام هي ليست دين وأن الاسلام هو مذهب واحد لقول رسول الله صل الله عليه وسلم:” إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا”. ولكن المذاهب ابتدعتها السياسة وهي ليست من الدين ووجدت لتشرع للحكام مخالفتهم لسنة الله تعالى. ان التذهب والمذاهب ليست من الاسلام بل هي من السياسة لقوله تعالى:” إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”(صدق الله العظيم) .

وأن الخلاف بين السنة والشيعة ليس اكثر من الخلاف بين المذهب الحنبلي والمالكي مثلاً وهو خلاف فقهي فقط ونحن جميعًا مسلمون لله الواحد ولرسوله محمد عليه الصلاة والسلام. وأن التواصل بين المجتمع اللبناني والفلسطيني اعمق بكثير من ما يعتقد البعض وأنا كرجل دين يأتيني الكثير من الطرفين لمعالجة مشاكل تتعلق بحياتهم الزوجية والاجتماعية رغم اختلاف المذهب بينهما ويقبلوا حكمنا الشرعي بينهم. وان مجتمعنا هو بالاصل مجتمع واحد وان الفوارق الموضوعة هي من صنع الحكام فقط.

الشيخ علي ياسين
الشيخ علي ياسين

– كلمة أخيرة لفضيلتك

رسالتي الختامية للشعب الفلسطيني أقول أن العودة إلى الله، العودة الى الرسالة النبوية الشريفة، العودة إلى الإسلام الأصيل، هو بوابة عبورنا لتحرير فلسطين. وان اخطأنا كأفراد او كمجتمعات او كقيادات مع بعضنا البعض ان لا يشغلنا ذلك مقارعة ومقاومة العدو الصهيوني الذي كان ويجب ان يبقى عدو الامة الاسلامية الاوحد.

نمر حوراني

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار