Dizaster وطارق الأحمدية

Dizaster ظاهرة في عالم الـBattle Rap، وهو من أهم الـRappers في أميركا وكندا وهناك يعتبرونه أسطورة.. هو من منطقة جبل لبنان ويتحدث العربية وإن بصعوبة.. زارنا الأسطورة في مكاتب الجرس مع طارق الأحمدية وكان لنا معه هذا اللقاء.

Dizaster يحب لبنان ويواظب على زيارته بحسب ما يسمح له وقته. حول الفن والـRap والنجاح الكبير الذي يُحققه في أميركا والحروب التي يتعرّض لها وفي أسرار كثيرة جمعته بنجوم العالم، حاورناه في هذا اللقاء:

• أهلاً بك في لبنان Dizaster.
– أهلاً بك.
• أنت لبنانيّ الأصل، لم سافرت إلى أميركا، ومنذ متى؟
– ولدت هناك، وعدنا إلى لبنان، كان عمري بين التسع سنوات والـ15، وبعدها قررت أن أعود إلى أميركا. في لبنان تعلّمت الراب، وصرت أهتم به وأسمعه، اكتشفته في لبنان لا في أميركا. كنت مهووساً بالراب، وكنت أعرف أنّي سأصبح شهيراً فيه، لكنّ عائلتي لم تكن راضية عن خياري، فطلبت منهم أن أسافر إلى أميركا، لأبحث عن مستقبلي، و«عملت عليهم فيلم».
• أقنعتهم أنّك ستسافر لتعمل؟
– صح. والدي مهندس وكان يريدني مهندساً، وعائلتي كلها تريدني مهندساً أو طبيباً، «وأنا مش طايق». وصلت إلى أميركا، وبدأت بدون أن أدخل استوديوهات، بتحدي الناس في الشارع بكلمات أغنيها على القافية.

الـ Raber العالمي Dizaster
• لنُفهم القراء أنّك تمارس الـBattle Rap.
– صحيح. وهو تحدٍ يقوم بين شخصين، في مكان عام، يحطّم أحدنا الآخر (أقاطعه)
• لا تقصد التحطيم الجسدي طبعاً.
– لا، بل المعنوي. كسر المعنويات والإهانة. المهم، صرت أتحدى الناس في التجمعات، وكان الأمر مجانياً، «وما إلو مستقبل». بدأنا في لوس أنجلوس حيث اشتهرت كثيراً، و«بلشوا الناس يسمعوا فيني»، بسبب الأجواء التي كنا نفتعلها في الشارع والمنافسة. بعدها جاء Youtube وصرنا نصوّر ما نفعله وننشره على الإنترنت، وأول فيديو أصدرته حقق 20 ألف مشاهدة، فلم أصدّق، «جنيت، وصرت اتصل بأصحابي ما مصدّّق حالي، إنّو  شو 20 ألف».
• اليوم كم صارت تحقق فيديوهاتك؟
– بالملايين. الحمدلله، وأكبر فيديو لديّ حقّق 10 مليون، وبمجملها حققت حوالي الـ100 مليون. في السابق، إن ربحت كنت أحصل على 100 دولار (يضحك) أما اليوم فأنا وخمسة آخرين، «مناخد مصاري كتير صرنا». بدأنا مجاناً، ولم يكن لدينا أي أمل بانتشار الـBattle Rap، فانتشرت وبدأنا نفوز بمبالغ عالية، ثم وصلنا لمرحلة من الشهرة، نطلب مقابلاً مادياً لنحضر منافسة في مكان ما. «صرنا عايشين شوي».

Dizaster يتوسط الموسيقى طارق الأحمدية وصديقه مجدي
Dizaster يتوسط الموسيقى طارق الأحمدية وصديقه مجدي

• ماذا عملت قبل النجاح في الـBattle Rap لتعيش؟
– عملت كثيراً في معامل على يدي، في بيع السيارات، في الـTelemarketing.
• كله لتحقق حلمك؟
– طبعاً لأعيش و«إبقى قادر حقق حلمي».
• عندما عرف والداك أنّك لا تعمل في أميركا، بل تمارس الـRap ما كانت ردّة فعلهم؟
– «مسكرة معهم كانت»، يريدونني أن أقوم بأمر له مستقبل، «وكان معهم حق بوقتها»، لأنّ الـBattle Rap كان مجرّد Hobby. الـRap كان «»عم يعمل مصاري»، لكن الـBattle Rap لم يكن معروفاً بعد. اليوم الوضع اختلف، وصارت الأنظار تتجه نحونا. في الـ2007، شاركت في التحدي العالمي ورشحوني بين أقوى 20 شخص في العالم. بعدها «فرطت» الشركة التي كانت تقوم بهذه المنافسة، فمررنا في حالة ضيق بين الـ2007 والـ2008. بعدها تم افتتاح شركة اسمها GrandTime وهي أول شركة أميركية متخصّصة، وبدأوا يتصلون بالـRappers المعروفين، وطلبوا منّي المشاركة في منافسة عالمية، فزت بها وانتقلت للمرحلة الأهم في حياتي، فصارت كل الأنظار نحوي.

dizaster (1)
• أخبرني كيف تعرّفت على الـRapper العالمي Drake؟
– لحق بي على الـTwitter ولم أصدّق طبعاً، طار عقلي عندما تأكدت أنّه لحق بي، فأرسلت له رسالة خاصّة أشكره فيها على اللحاق بي، فردّ عليّ بسرعة وقال: أحبك وأنت أقوى رجل في العالم، و«مش طبيعي»، أشاهد لك كل الـBattles. فوجئت بتواضعه وبمتابعته لكل تفاصيل أعمالي، فأخبرته أنّي سأقوم بمنافسة في تورونتو، وهي مدينة Drake وستكون مع أقوى خصومي واسمه DNA، فقال لي أنّه سيحضر المنافسة. طبعاً لم أصدقه ولم أكترث للأمر.

• وهل حضر؟
– قبل صعودي إلى المسرح، وبينما كنت أتمرّن وفي حالة توتر كبيرة، رأيت موكباً ضخماً يخترق جموع الناس من بعيد، ورجلاً ضخماً محاط برجال أمن يرافقونه، فلم أهتمّ وتابعت أتدرّب، إلى أن شعرت بأنّ رجلاً يقف بجانبي، عندما التفتت ورأيته لم أصدّق، طار عقلي، كان Drake شخصياً أمامي.

الـ Rapper العالمي درايك
الـ Rapper العالمي درايك

• ماذا قال لك؟
– لم أصدّق أنّه أمامي، سألته: «شو عم تعمل هون»؟ فقال: يلا Are U Ready؟
• حمّلك مسؤولية كبيرة؟
– طبعاً، وتوترت كثيراً، لكنّه قال لي: I look up to you، وقال Am a fan boy فوتّرني كثيراً وقلت له: «كبرتلي راسي كتير».
• ما كان انطباعه عن الـBattle؟
– كان سعيداً جداً، وقبل أن يترك أعطانا 3000 دولار لكل منّا واعتذر عن المبلغ القليل وترك. بعد زيارة Drake صارت الـFactory تؤمن بنا، وصارت أنظار الـRappers علينا. درايك بأهمية توباك وكبار الـRappers.
• هل تعرّضت للتمييز والعنصرية لأنّك عربيّ أم استطعت التأقلم مع المجتمع الأميركي؟
– طبعاً وبشكل غير طبيعيّ. في كل تحدٍ لي، أسمعهم ينادونني: يا عربي، وفلافل، وأرجيلة، وسجادة!

dizaster (2)
• يعيّرونك بتقاليدك.
– «إيه طبعاً». لكنّي لا أهتم، وأحاول أن لا أتأثّر. عندما ينعتونني بالعربي، أردّها لهم بمبالغة وأقول: «رح فجرلكن بيتكن، ورح نزّل المباني تبعكن». عندما تختبئ وتدافع عن نفسك «بيزيدوها عليك»، لكن عندما توافق على شتيمتهم وتبالغ فيها، «بيصيروا يتراجعوا»، هذه سياستي.
• هل تخاف على نفسك هناك؟
– لا.
• أليست أجواء المنافسة في هذا العالم تحديداً مؤذية؟
– لدي من يدعمني.
• من؟
– عندما توجهت إلى أميركا، تعرّفت على مجموعات في أخطر المناطق التي تضمّ مجرمين، وكنت الأبيض الوحيد بينهم. هم عصابات لكنّهم «ما بيقربوا على حدا»، وإن أخطأت بحقهم «بيروحوك». بنيت علاقات صداقة بهم، لأنّي أحتاجهم عندما يتعرّض لي أحد، ولأنّهم فعلاً أصدقاء.
• هل ترتجل على المسرح أم تحفظ نصّك؟
– أنا من القلائل الذين يرتجلون على المسرح، «برد الضربة تبعك بأقوى بألف مرّة». وعليك أن تعرف في تاريخ بلد خصمك وفي طبيعته، لتستطيع هزمه بانتقاد بيئته. البعض يعتقدنيعنصرياً أحياناً، لكنّي أستخدم نقاطاً في بيئة الشخص لأهزمه، وأحوّل المنافسة إلى Stand Up Comedy Show، فأسخر من شعر وشكل وحركات وبيئة وBackground المنافس.
• إذاً الـBattle Rap يحتاج لقوّة قلب.
– هذه اللعبة للرجال، ولمن يعتبرون أنّ قلبهم ميت، فلا يتأثرون بشيء ولا يُشفقون على الخصم.

dizaster (3)

• متى سيصبح الـBattle Rap كالـRap، أي أن يُسجّل في استوديوهات ويُصبح Production كاملة.
– لن يصبح، لأنّ الـBattle Rap يُشبه الشارع، ونحن اليوم نصوّر كل العروض ونعرضها ونربح أموالاً طائلة من الـYoutube. يجب أن يبقى الـBattle Rap بعيداً عن وساخة الـMusic Industry. إن جاءتنا شركات إنتاج، ستعطنا مليون دولار، وتسرقنا بعدها.
• شاركت في برنامج Reality Show لإيمينيم.
– صح، إمينيم طلب مشاركتي في عروضه ويعتبرني الأول في العالم، والفيديوهات الموجودة على الـYoutube تشهد. عشنا في بيت واحد، وتم تصويرنا 24 على 24، وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً. في عروض إيمينيم خسّروني (أقاطعه)
• لمَ؟
– لأنّ منافسي كان أسوداً، أي كأعضاء لجان التحكيم، بينما أنا أبيض، وكانوا يقولون لي: لا نفهم خلفيتك الثقافية، لأنّك لا تشبهنا. وعندما سألوني عمّا حصل وعن رأيي بخسارتي، باركت لمنافسي.
• هل حصل أن حاربوك في أمور تخصّك لتدميرك أو خفض وهجك؟
– نعم كثيراً، حاولوا أن يحكوا عن أهلي، واتهموني بأنّي عشت في قصور في طفولتي وأنّي ابن ملوك وأمراء، ليُثبتوا أنّي لم أمرّ في حياتي بمصاعب ولم أعش حياة البسطاء، لذا لا يحق لي أن أكون أحد الـBatlle Rappers. «ما بيعرفوا» أنّي قادم من العالم الثالث، وأنّنا كنا ندرس على الشمعة، وأنّنا نعيش أسوأ معانات في يومياتنا في لبنان.

النجم العالمي ايمينيم
النجم العالمي ايمينيم

• إذاً معاناة اللبناني أفادتك في عملك.
– (يضحك) نعم، وقدّمت Battle تناولت فيه مصائب المجتمع اللبناني والنواقص التي نلحظها، وتحدثت عن الحروب التي مرّت علينا، وكيف كانت طائرة الآباتشي تقصف الجسور والمباني في الجنوب.
• ماذا تفعل في لبنان؟
– أنا في زيارة قصيرة. زرت الفيليبين، كندا، إنجلترا، أستراليا، السويد، وألمانيا وبلدان كثيرة وقمنا بـتحديات علنية في الشوارع، والمسألة تلاقي إقبالاً مميزاً.
• ألا تواجه صعوبات مع الدول التي تدخلها، لأنّك لا تصرّح بأنّك تدخلها لتعمل.
– مرّة واحدة واجهتني مصاعب في أستراليا، وأصرّت الصبية على الكونتوار أن تعيدني إلى أميركا، لأنّي أدخل أستراليا بدون Visa عمل، لكنّها أدخلتني (يضحك) أعجبتُها فأدخلتني.

dizaster (4)
• إيه.
– (يضحك كثيراً) «عملتلي Add على الـFacebook ورجعنا عملنا..» (يصمت ويضحك) «الباقي مش للجرس، تما نتجرّص».
• ألم تسعى لإقامة تحدٍ في لبنان، بما أنّك في زيارة؟
– قمت لأول مرّة بـِ Battle بالعربية، في شارع مار مخايل. تجمّع حولنا أكثر من 60 شخص، وصورنا التحدي وسنصدرها على الـYoutube قريباً.
• هل تعتقد أنّ العالم العربي جاهز لتقبّل هذه النوعية من التحدي؟
– أعتقد أنّنا سنخضع للرقابة، لأنّه «ممنوع تسب، وممنوع تحكي بالسياسة والدين والجنس».
• وهذا يُفسد أساس التحدي؟
– نعم، رغم أنّي لا أتحدث في السياسة أبداً في تحدياتي، ولا في الدين أيضاً، لكنّ الشتائم جزء من الأخذ والردّ، خصوصاً عندما تشتد المنافسة.
• أخبرني عن تعاونك مع طارق الأحمدية.
– صراحة التقيت بصديق طارق في الـBattle، وهو مطلع جيد جداً لعالم الـBattle rap، فاقترب مني وقال لي: أنا معجب بك ومتابع لأعمالك، هل تقبل أن نتعاون في أغنية؟ فارتحت له، وقلت: طبعاً، لكن أرجوك عليك أن تلاحقني، كي نلتقي وأسمع الأغنية. إنّها المرة الأولى التي أرتاح فيها لأشخاص لا أعرفهم.

طارق الأحمدية جونيور يدير سهرة الـ لت مع صديقه (4)
• أتوجه لطارق وأسأله: طارق، أنت صمّمت الموسيقى، والفكرة لصديقك.
طارق: نعم، والعمل جميل، واستمع له Dizaster قبل قليل وأحبه، لكنّنا سنعدّل بعض الأمور فيه ونُصدره على الـ Youtube الخاص به.
Dizaster: طارق موهوب وأعدا أغنية جميلة، «وانشالله خير».

علاء مرعب

طارق الأحمدية جونيور يدير سهرة الـ لت مع صديقه (2)

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار