داليا غريباوسكايتي

ذكرت وكالة الأنباء الروسية أنّ السلطات القانونية الروسية تدرس ما إذا كانت الجمهوريات السوفيتية السابقة (أستونيا، لاتفيا، ليتوانا) بلدان مستقلة قانونياً.

تأتي هذه الخطوة بعدما طلب اثنين من المشرّعين الروس طلباً للاستعراض ما يدل على أنّ الإتحاد السوفيتي منح الاستقلال بصورة غير قانونية إلى 3 دول صغيرة على بحر البلطيق في شمال أوروبا كقوة عظمى عام 1990.

وقال أحد المصادر المقربة لموقع الـ News Vice الذي لم يذكر إسمه في التحقيق البرلماني: “قرار الاعتراف بإستقلال دول البلطيق معيب للغاية خصوصاً بعد أنّ تم اعتماده من قبل هيئة غير دستورية”.

يعتقد المشرعون أنّ التخلي عن دول البلطيق أثار ضرراً كبيراً لروسيا، حيث وصف ذلك لفعل بالخيانة، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

إلا أنّ الرئيسة الليتوانية داليا غريباوسكايتي لم ترحب بهذه الأخبار، وقالت في بيان وفقاً لإذاعة أوروبا الحرة:”لا أحد لديه الحق في تهديدنا، نحن اكتسبنا استقلالنا عن طريق الدم والتضحيات من الشعب الليتواني”.

كما أعرب المسؤولون في دول البلطيق عن قلقهم الشديد تجاه رد فعل غريباوسكايتي. في أواخر عام 1930 وقبل معاداة ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي بعضهما في الحرب العالمية الثانية، وقعا اتفاقية سيئة السمعة (الإتفاق الألماني السوفيتي) الذي يحتوي على مخططات لتقسيم دول البلطيق لقوتين سراً.

من ناحية أخرى، لم تعترف كل من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية بالضم السوفيتي، ولكن توترات الحرب الباردة منعتهم من القيام بأي شي. كما أصبحت دول البلطيق جزءاً من الاتحاد السوفياتي على مضض وهرعت لإعلان استقلالها عام 1990 عندما أصبح واضحاً انقسام الاتحاد السوفيتي.

أيضاً كانت دول البلطيق حريصة على الانضمام إلى حلف الناتو عام 2004 لضمان استقلالها، ووفقاً لقواعد الحلف فإن كل من يعتدي عليها يضع نفسه تحت قائمة الحرب مع كل من الولايات المتحدة، ألمانيا، بريطانيا وعدد من الدول في شمال الأطلسي.

روسيا

اعترف مسؤول من مكتب المدعي العام أنّ روسيا ببساطة لا يمكنها أنّ تلغي استقلال دول البلطيق، مضيفاً: “يجب أنّ نأخذ بعين الاعتبار الجانب السياسي أيضاً من القضايا التي أثيرت وليس الجانب القانوني فقط”.

ولكن خطوة موسكو لا تزال مقلقة لأنّ نفس المدعي العام استبعد العام الماضي أنّ الزعماء السوفيتين أخطئوا عندما تم نقل ملكية شبة جزيرة القرم من روسيا إلى أوكرانيا عام 1954.

يُذكر أنّ روسيا كانت عدائية على نحو متزايد في منطقة البلطيق حيث حلقت الطائرات الحربية على مقربة من الطائرات السويدية وخطفت حرس الحدود الاستونية ورفع حدة التوتر في أماكن أخرى، كما أنّ موسكو أشعلت الحرب الانفصالية في شرق أوكرانيا. ورداً على ذلك نشرت الولايات المتحدة الدبابات في دول البلطيق لتعزيز قوات حلف شمال الأطلسي.

وكان المتحدث بإسم بوتين ديمتري بيسكوف قال: “الكرملين لم يكن يتوقع طلب المشرعين”.

أضاف السيد مايكل أوهانلون المدير المشترك لمركز الأمن والاستخبارات في معهد بروكينغز: “رغم أنّ نهاية اللعبة بوتين ليست واضحة وربما تكون بالضبط كيف الرئيس الروسي يحب ذلك”.

تابع: “أنا لن أتفاجأ إذا كان ذلك مجرد نوع من اللعب معنا ونحن نتمتع بحقيقة أنه نفسه لا يعرف ما سيفعله بعد ذلك. أنه انتهازي ويفترض أنه لا يريد العالم الثالث ولكنه يعلم أننا ربما لا نريد الحرب العالمية الثالثة للدفاع عنها”، مشيراً إلى أنّ الأزمة في دول البلطيق قد تجبر الجنرالات الأمريكيين لمواجهة ما إذا كانوا يريدون المخاطرة لتدمير نيويورك أو واشنطون في حرب نووية ع بوتين على عواصم دول البلطيق (ريغا، تالين وفيلنيوس).

وعلى الأرجح، يريد بوتين أنّ يصرف حلف شمال الأطلسي في الشمال في حين يقوض أوكرانيا على بعد آلاف الأميال في الجنوب

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار