كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. أجد نفسي مصرية المنشأ، عربية الهوّية، لبنانية الهوى.. مغرومة بكل ما هو أصيل. إذ بي أقف مصدومة أمام نكبة تحلُّ على تراثنا الغنائي الأصيل.

تهويد الفن اللبناني بل والعربي عنوةً، دون حقوق ملكية فكرية أو حتى إستئذان. منذ متى كان اليهود يستئذنون؟ أدخلوا اراضينا بإذن؟ أو ربما قتلوا شبابنا بعد أن أخذوا موافقتهم؟ أترانا نُقمع من جديد بكل قسوة، هذه المرة في قلب تراثنا الفنىّ.

أظهرت مقاطع فيديو نشرت على موقع اليوتيوب فرقة تركواز الاسرائيلية تؤدي اغنيات الكبيرة  فيروز، وقد ترجمت للعبرية!

ياله من خزيٍ وعار أن أستمع للحن طالما أحببته فنشّذوه، وكلمات جميلة حوّلوها إلى لغتهم التي بمجرد أن استمع لحروفها أشعر بالغثيان. آخرهم أغنية السيدة فيروز (سألوني الناس) التى نطقوها (شاءلو اوتي). وقبلها طالت أغنية (يا كرم العلالي).

لم أستوعب في بادئ الأمر، لكن حين بحثت علي المواقع الإلكترونية وجدت أن هذه الفرقة المُسماه تركواز تسرق كل ما هو عربي.. كوكب الشرق أم كلثوم طالتها سمومهم أيضاً، لا عجب فإسرائيل التي تغتصب الأرض والماء، وتخترق السيادة بحراً وجواً، تغتصب اليوم الكلمة واللحن.

لكن يراودني سؤال، ماذا عن الجانب القانوني لتطاول الفرقة الإسرائيلية على جماليات فيروز ؟ هل من قانون لحماية الملكية الفكرية؟ المعلومات التي لدي أنه لا يسمح باستعمال أي أثر فني (أدب، مسرح، سينما، أغنية) بُغية الاستغلال التجاري المباشر وغير المباشر، باستثناء غايات البحث العلمي. كل ما هو مُدرج تحت بند (الأثر) لا يدخل حيّز الحق العام ما لم يمرّ على وفاة جميع ورثته 50 عاماً الأمر الذي لا ينطبق على أغنيات السيدة فيروز، ممَ يُلزم الجهات المختصّة في الدولة  اللبنانية، أقصد بها (وزارة الثقافة) وكذلك (الساسام) الذي بإمكانه أن يقدم شكوى في المحاكم الدولية لإسترداد حقوق الرحابنة كمؤلفين وملحنين و السيدة فيروز كمطربة، حتى وإن لم تكلّف الدولة من الجهة المعنية،  تُراثنا يا سادة ليس مطروحاً في (سوق الكانتو) حسب ما نقول في مصر (الكانتو) هي البضاعة المُباعة بأرخص الأسعار بهدف التخلّص منها لعدم الحاجة إليها، إني أكيدة – أو ربما أتمنى على دولة قلبها ينبض بالفن-  أن أحداً لن يقبل أن يتحول تراث الرحابنة وصوت السيدة فيروز إلى بضاعة رخصية في يد الصهاينة.

يامن أنتم أولوا الأمر، لا أعرف إذا كنتم تقرأون أم لا تقرأوا.. يا أُمة إقرأ التي تتغافل عن القراءة ربما لتُرضي أو تُراضي بعضهم! عساكم تُفيقون من غيبوبة كادت أن تودي اليوم بفنِنا الأصيل إلي هاوية لا نعرف لها مخرجاً. أعيدوا حقوق الرحابنة، أعيدوا حق فيروز، وقبل الكل.. أعيدوا حقنا في الحياة والفن والرقيّ والجمال.

أعيدوا لبنان الكلمة واللحن، أستعيدوا وقاتلوا بحق تلك الدهور التي عاشتها لبنان يصدح بها صوت فيروز وكلمات وألحان الرحابنة المتفرِّدة، يا أمّةٌ عانت من ويلات الحرب، أتقبلون على أنفسكم أن يُهان فنّكم الراقي يبد الخونة سالبي الحقوق قاتلي كل ما هو جميل من الطفل حتى الكلمة واللحن؟

كفاكم توانً وتراخٍ، إلي أين تجنحون بنا؟

أرفق للقراء رابط التشويه، حيث لا يقبل عقلي أن أسميها أغنية، فهي مسروقة منهوبة بيد من نهبوا وسرقوا دماءنا وأولادنا وسلبونا حقوقنا وشرفنا طوال أعوام مضت، واليوم ها هم يسلبون وينهبون حقنا في الطرب الأصيل، حقنا في فنّ الرحابنة الأوحد المميّز، حقنا في (فيروز)!

فريق تركواز، إسرائيلننشر صورتهم كي يعرف القارئ من هم مغتصبو الفن العريق

فيروزسيبقى الرحابنة و ستبقى فيروز رغم كل التعديات

دينا يعقوب – مصر

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار