• كاتب في مطبوعة مثلية يتهم ام كلثوم بالمسترجلة!
  • هل تتخذ النقابة الموسيقية في مصر الاجراءات اللازمة؟
  • قال إنها كانت ترتدي العقال وتناسى أنها ارتبطت بعدة رجال!
  • تحدث عن خللها الهرموني وتجاهل معاناتها مع الغدة الدرقية وجحوظ عينيها

أصبح التطاول على الكبار أمراً عادياً، أو ضرورة لا بد منها لتحقيق السكوب حتى لو كان على حساب الكرامات والأعراض، وكيف يمكن أن يتحمل القارئ كل هذه الإتهامات تتوجه كطعنات خنجر على شخصية خلبت الألباب بصوتها وأعمالها القيّمة وشرفت الوطن العربي وهي كوكب الشرق أم كلثوم.  الصويحفي موسى الشديد عمد إلى كتابه تحقيق في مجلة أطلقها المثليون في الأردن، اعتمد فيه على تلخيص لشخصية السيدة أم كلثوم وعما إذا كانت سحاقية أم لا؟

كوكب الشرق أم كلثوم
كوكب الشرق أم كلثوم

جاء عنوان مقالة الصويحفي (السِّتّ في القضية الجندرية)، وحسب تحقيقه كتب إنها كانت خليطاً بين الذكر والأنثى سواءًا في شكلها أو صوتها، خصوصا حين كانت تشدو(أعطني حريتي أطلق يدي).

وأنها كانت ملهمة للشعب للتبرع في المجهود الدولي لصالح مصر، والحقيقة أن أم كلثوم نزل عليها خبر نكسة يونيو- حزيران وهزيمة الجيش المصري العام 1967 بكل حزن وأسى مثلها مثل كل المصريين آنذاك، وكان من الطبيعي أن تكون أم كلثوم حالة مؤثرة على الشعب لأنها فنانة قدوة لذا سارعت بل كانت من أوائل الذين أقاموا الكثير من الحفلات داخل مصر وخارجها للتبرع بأرباحها للمجهود الحربي ولتغني أغنيتها الشهيرة (أصبح عندي الآن بندقية) وغنت أيضا أغنية (حبيب الشعب) لعبد الناصر بعد تنحيه وعودته ثانيةً، ليعود الشديدي ويشير إلى أنها عندما كانت صغيرة كانت تغني “بالعقال والكوفية”!

والحقيقة أن أم كلثوم فعلا كانت تعتمد هذا اللباس بناءًا لكن على رغبة والدها وشقيقها خصوصاً وأنها كانت طفلة وتجوب الأرياف معهم ليلاً لإحياء السهرات.

أم كلثوم مع شقيقها
أم كلثوم مع شقيقها

وأضاف الصويحفي في تقريرة أن حياتها الشخصية والجنسية كانت لغزاً وإن لقب الست لا يعني أنها ست بكل معنى الكلمة!

وهنا أوقع الصويحفي نفسه في مصيبة لأن أم كلثوم كانت واضحة في حياتها الشخصية سواءًا بأرتباطها بأبن عمها صابر عندما كانت طفلة، ثم بخال الملك فاروق عندما أصبحت مطربة كبيرة ونالت لقب صاحبة العصمة، ولم يكتمل آنذاك مششروع الإرتباط، لتعود وتعيش قصة حب مع محمود الشريف الملحن الشهير ثم لتنفصل عنه بسبب غيرته الشديدة عليها، وتزوجت من الصحفي مصطفى أمين عدة سنوات ثم انفصلت عنه بأمر من الزعيم جمال عبد الناصر، لتعود وتتزوج من بعدها بالدكتور حسن الحفناوي.

كما لا أحد ينسى حب الشاعر أحمد رامي لها وعلاقتهما التي كانت بين شد وجذب وكانت ملهمته.

وأيضاً القصبجي الذي أحبها من طرفه فقط. لكن الكاتب تجاهل كل هؤلاء العمالقة وكتب يشير إلى أن المنتجة اعتماد خورشيد ألمحت في إحدى كتبها أنه كان يوجد مطربة شهرتها تفوق السحاب وكانت سحاقية!

والحقيقة وبحكم معرفتي بأعتماد كانت أكدت لي أنها لم تقل هذا الكلام وأنها قاضت صاحب الكتاب الذي أورد الكلام عن لسانها، بل وراحت تتحدث لي عن السيدة أم كلثوم حلو الكلام وعن علاقتها الجميلة بزوجها أي عميد المصورين أحمد خورشيد الذي كانت تصفه أم كلثوم بالمجنون والعصبي لأنه عندما كان يسلم عليها لم يكن يقبل يدها كغيرة من الفنانين والشعراء.

وقالت السيدة اعتماد إنها ذات مرة تجرأت وقالت لأم كلثوم بأنها تُعذب أحمد رامي بحبها حتى يكتب لها أجمل القصائد، وهنا فطنت الست إلى ذكاء خورشيد ووصفتها “بالاروبة” أي الشديدة الذكاء.

كما أشار الصويحفي الفحل إلى أن أم كلثوم كانت تعاني من خلل في الهرمونات.!

والسؤال متى أجرى الصويحفي التحاليل الطبية لها وتأكد من هذا الكلام؟

جمال عبد الناصر مع السيدة أم كلثوم
جمال عبد الناصر مع السيدة أم كلثوم

وبأي صفة يتحدث عن حالتها المرضية والكل يعلم أن الخلل الهرموني الذي عانت منه الست أدى إلى إجراء عملية لها بسبب عطب في الغدة الدرقية والذي أثر على جحوظ عينيها، لذا صارت ترتدي النظارات طوال الوقت.

ويختم الصويحفي معلقاً: (منذ بداية وحتى نهاية صناعة هذا التقرير عن طبيعة جنس أم كلثوم الضائعة).

ويبقى الرد مادام كل ما كتبه الصويحفي يقر هو نفسه أنه يبقى ضمن إطار التكهن فكيف تسول له نفسه بكتابة فرضيات تسيء لكرامة ست هي التاريخ الفني العظيم لأم الدنيا مصر؟

وإن كان الصويحفي من الشاذين المشجعين للمثليين والحياة المنحرفة فهذا شأنه. لكن أم كلثوم لا يُسمح له ولأمثاله العبث بها ولا يحق له بارتكاب كل هذه التجاوزات وعلى نقابة الموسيقيين في مصر اتخاذ الإجراءات اللازمة لأن التطاول على الرموز القيّمة صار بمتناول كل من هب ودب.

صور واضحة لوجه أم كلثوم
صور واضحة لوجه أم كلثوم

آن الآوان للدفاع عن حرمه الفنانين لاسيما من لقوا وجه ربهم. ومن الضرورة حماية سمعتهم حفاظاً على موروثاتنا القيّمة. أم كلثوم كوكب الشرق التي غنت على مسرح (الأولمبياد) في باريسأغنية (الأطلال) وأعادت غناء الكوبلية (هل رأى الحب سكارى مثلنا كم بنينا من خيال حولنا) 48 مرّة باعتراف مهندس القصور الجمهورية أنور غوته الذي رافقها وأكد لي أنها غنت كل كوبلية بطبقة مختلفة ما ألهب حماس الجمهور ودفع بأحد الفرنسيين لتقبيل قدمها على المسرح.

أم كلثوم التي كتبت عنها الصحف العالمية مثل (الفيغارو) والـ (الأورو) الفرنسية و(التايمز) وغيرها في زمن لم يكن يُذكرُ فيه عربي في الصحف الأجنبية.

أم كلثوم التي نالت عدة جوائز وتكريمات من كل الدول والتي تحدت إسرائيل في عز الحرب وغنت نشيد صلاح جاهين (والله زمان ياسلاحي) الذي أصبح نشيداً قومياً، والذي لحنه كمال الطويل وحفظته الست على ضوء الشمعة في ليلة حدثت فيها غارة اسرائيلية وحين قررت أن تسجله في محطة الإذاعة في شارع الشريفين اعترض أغلب الموسيقين خوفاً من تحقيق اسرائيل تهديدها بضرب محطة الإذاعة فقررت أم كلثوم أن تسجل النشيد غير عابئة بالتهديدات ولا خائفة على حياتها فداءًا لمصر وجنود وأبطال وكرامة مصر.

فيروز وأم كلثوم
فيروز وأم كلثوم

تلك هي كوكب الشرق التي منحها الرئيس رشيد كرامة في العام 1959 وسام الأرز برتبة كوماندوز، كما نشرت مؤخراً فرانس3 الفرنسية فيديو وثائقي حول الممثّل الفرنسي الشهير جيرار دوبارديو، تضمّن اعترافات مثيرة له عن اعتناقه الإسلام بعد سماعه أغنيتين لأم كلثوم، حيث قال أنه عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، حضر حفلة لأم كلثوم أقامتها في نوفمبر 1967 في قاعة (الأولمبيا) في باريس و تأثّر بما سمعه، وشعر بإحساس عميق وبلغ وهو يستمع مرحلة الطرب إلى حد البكاء.

أم كلثوم الست أو ثومة كما كانوا يسمّونها تحبباً، أو كوكب الشرق التي اجتمع العرب حولها وهم متفرقون في قبائل وعشائر ومِلل ونِحل هل يعقل أن تحلل شخصيتها في مطبوعة للمثليين من قبل نكرة؟

ابتسام غنيم – مكتب بيروت

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار