أصالة تسخر من أولادها
الفنانة السورية أصالة نصري

بعدما شرذمت السياسة السورية التي لم تكن إلا خريفاً مدمّراً لأهم جيوش الوطن العربي، ومنها الجيش العراقي، الليبي، السوري ومحاولة كبرى لتدمير الجيش المصري لكن المصريين كانوا أذكى من كل المؤامرات التي حيكت ضد بلادهم، فقاموا بثورتين متتاليتيْن.

لكن الوضع في سوريا تأزم كثيراً، وهي من أكثر الدول العربية التي دُمّرت في موجة الثورات الكاذبة، فصدّق بعض السوريين أن الثورة تدق أبواب الديمقراطية لتغلق الباب بوجه الديكتاتورية والنظام السوري المتشدد شأنه شأن كل نظام في دول العالم الثالث.

نجوم سوريا انقسموا إلى 3 فئات: منهم من اختار المعارضة المناهضة لرئيسهم بشار الأسد، ومنهم من رفض الإنصياع إلى أوامر الثورة ولم يبيعوا وطنهم وتمسّكوا بنظامهم وحاربوا المعارضة المنافقة ولم يغادروا وطنهم، والفئة الأخيرة وقفت على الحياد ولم تعبّر عن موقفها السياسي وفضّلت الصمت على إعطاء رأيها بحرية.

الممثل السوري القدير دريد لحام
الممثل السوري القدير دريد لحام

أصالة كانت من بين المعارضين الذين بدأوا بالصراخ وشتم رئيسها ووصفه بالجزار وعبّرت عن رفضها للنظام الأسدي وهي من بين الداعمين الأهم للمعارضة السورية التي قتلت ودمّرت سوريا وشرّدت الملايين وأصبحوا شعباً مهجراً لا يجدون مأوىً ولا طعاماً ولا سكناً يليق بإنسانيتهم، وإن لم يموتوا في الحرب فهم يُقتلون كل يوم مئات المرّات. لكن أصالة فرّغت حقدها على النظام الأسدي، حتى أنها اختلفت مع شقيقها أيهم الذي كان مقرباً من النظام السوري، ورفض التحدّث معها لأنها معارضة، فأغمض عينيه وذهب إلى دنيا أخرى ولم تره أصالة ولم تسع لدفنه في سوريا ومددت خلافها شقيقتها ريم نصري غير عابئة بأن من لا عائلة لديها لا وطن يمكن أن تحلم به.

وهذا الخلاف السياسي، وبسبب تشبث أصالة برأيها حول المعارضة السورية، وصل بينها وبين الممثل السوري القدير، الذي نفى معرفته بها وكانا أعز صديقين وكانت تناديه بابا.. وكان قال في تصريح صحافي لمجلة (سيدتي) منذ 3 سنوات: “مين أصالة؟ آه يالي بتغني؟” هي أخطأت لأنها تريد أن يكون كلّ السوريين مثلها. وموقفها يرجعنا إلى المقولة الكافرة والمجرمة، أي من ليس معي فهو ضدي. ولذلك، من الأفضل أن أعرف أصالة كمغنية وليس أكثر.”

ما كتبته أصالة لدريد لحام
ما كتبته أصالة لدريد لحام

اليوم، أرادت أصالة وبعد خلاف طال وقته، أن تصالح دريد لحام وتطلب منه السماح أمام الملايين، مؤكدة أنها اشتاقت لأحضانه كأب كان يضعها تحت جناحيه ويسمع أغنياتها، فنشرت صورته على صفحتها الشخصية على الـ Instagram، وكتبت رسالة مؤثرة جاء فيها:

“أنا آسفة على ما بدر منّي تجاهك والدي الغالي وعمّي القدير دريد لحام الفنان القدير.. والدي نعم أنا لا أتّفق معك فيما أنت تؤمن به تجاه وطني ووطنك سوريا.. ولكنّك صاحب فضل كبير عليّ وإن تناسيته في بداية الخلاف أنا لا أنساه.. لا تتخيّل كم أشتاق إلى حضنك وإليك وأنتَ تسمعني أغنّي.. واحده من أهمّ أمنياتي أن ألتقيك وأن تعود أحاديثنا بسيطة طيّبه عميقة بريئة.. تحت سقف الفنّ والمحبّة بعيداً عن الخلاف والاختلاف.. فالّذي يجمعنا أبقى وأرقى من ذاك الَّذِي فرّقنا.”

برأيي الخاص، بعيداً عن سياسة أصالة التي تشتم وتنكر فضل الكل ثم تعود لتتوسل من جرّحت بهم وأهانتهم، فجميل منها أنّها تتعلم وتستوعب أتيكيت الإعتذار التي لا يمارسها إلا الكبار بأخلاقهم وكبريائهم.

سارة العسراوي

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار