شكّل فوز المنتخب الجزائري، المنتخب العربي الوحيد في المونديال، شكل فوزه على المنتخب الروسي وانتقاله إلى المرحلة 16، سعادة كبيرة في كل الوطن العربي الذي يشهد مآسي يومية منذ اندلاع ما سمي بثورة الربيع.

قبل يومين من فوز أبطال العرب وتأهلهم إلى الدور الـ 16 أي إلى الربع النهائي لمواجهة الفريق الألماني، كان لبنان قد تعرض لتفجيريْن إرهابييْن في عاصمته بيروت أحدهما على (دوار شاتيلا) والآخر داخل فندق (دي روي) في منطقة الروشة..

حقق المنتخب الجزائري نجاحاً تاريخياً جديداً للعرب بعد المغرب والسعودية، ورفع الرايات العربية عالياً بعد خيبات كثيرة، وساهم الفريق البطل بإدخال الفرحة إلى قلوبنا، وانهال نجوم لبنان والعالم العربي لتهنئة هذا المنتخب والجزائر على الانجاز التاريخي الجديد الذي حققه في احتفالية استثنائية تجمع أهل الأرض كل الأرض,.

خلال تصفحنا للإنترنت، تفاجأنا بتغريدة كتبتها ملكة جمال لبنان السابقة ومقدمة برنامج The Voice نادين ويسلون نجيم هاجمت من خلالها المنتخب الجزائري.

كتبت نادين بعصبية كبيرة وكأنها تعيش حالة من الحزن والكآبة بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة التي يتعرض له لبنان. وفي حين ذرف العالم العربي دموع الفرح التي اختلطت مع البهجة وأصوات النصر لتأهل الجزائر كانت نادين تسخر وتتساءل (ماذا قدّم لنا المنتخب الجزائري وإذا كان بإستطاعته حماية لبنان وأهله من الإرهاب والقتل، وإن كان ذلك المنتخب سيساعد المنخب اللبناني الوطني!)

جاء كلام نادين ساماً جاهلاُ ضيقاً قطرياً يخلو من أي روح قومية.. 

ننشر هنا تغريدة نادين التي كتبتها باللغة الانكليزية.

Who cares if Algeria won, does it helps my country? Does it makes terrorists in my country stop bombing us? Does it helps football in my country

نادين بتغريدتها أهانت المنتخب الجزائري وكل الجزائر وكل العرب، وأهانت فرحتنا بإنتصار نحلم به منذ سنوات طويلة، ويتشوق له كل عربي بعد آلية الدمار والحرب الشاملة التي طالت المنطقة العربية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وبعد العشرية السوداء التي كادت تدمر الجزائر.

الجزائر التي قدّمت مليون ونصف المليون شهيد في ثورتها ضد المحتل الفرنسي وانتصرت، والتي قدمت مئات آلاف الشهداء في مواجهتها للارهاب وانتصرت عليه، تستحق وقفة احترام وحب ودعم رغم أوضاع لبنان الصعبة.

المنتخب الجزائري برهن للدول الكبرى المنافسة في المونديال بأن العرب عندما يتواجدون في أي ساحة فهم أبطال ويملكون من المهارات ما تملكه أثرى الفرق العالمية، وباستطاعتهم أن يحققوا انتصارات كبيرة بالوحدة والعمل الجماعي.

وبدل أن تُعكر نادين أجواء الفرح والسعادة علينا، وتسألنا ماذا سيفيدنا انتصار الجزائر، كان عليها أن تسأل حكامها والأجهزة الأمنية عن سبب تقاعسهم عن قيامهم بواجباتهم تجاه المواطن اللبناني، وأن تسأل عن الشخصية التي ساهمت بتطوير أحد الفرق الرياضية اللبنانية واستطاع أن يتقدم بفريقه إلى حالتين من الانتصارات المذهلة لكن زعيماً طائفياً أقصاه وألبسه نهمة ووضعه في السجن!

ولو سمعت نادين المعلّق اللبناني على تلفزيون (لبنان) الذي علّق على مباراة الجزائر وروسيا، ودعواته المستمرة لفوز الجزائر وكأنه كان يتوسل الفريق الجزائري لتحقيق الانتصار لإسترجاع حقوق العرب المشتاقين لهكذا انتصارات "بينرفع الراس فيها"، لكانت حتماً خجلت من التفكير بهذه العبارة السامة التي كتبتها.

أخطأت نادين "وغلطة الشاطر بألف"، فمن شجّع المنتخب الألماني منذ بداية المونديال، وحرص على تهنئة مشجعي المنتخب الإيطالي على الخروج المبكر من كأس العالم، لا يُسمح له أن "يستوطي حيط" المنتخب العربي الشجاع، بل عليه أن يرفع رأسه عالياً وأن يقف وقفة عز وشموخ..

وأسأل نادين من ستشجع نهار الاثنين، يوم المواجهة العربية الألمانية، فهل ستفضل منتخبها المفضل ألمانيا عن المنتخب العربي؟

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار