جوليا بطرس من الأرشيف
جوليا بطرس من الأرشيف

جوليا بطرس اسم فنيّ له تاريخه الطويل والحافل بالنجاحات، ونبدأ مقالتنا بهذه الجملة الشعريّة، فقط لنردّ مسبقاً على تعليقات لأبواقٍ قد تصدح يميناً وشمالاً ترفض نقدنا لجوليا أو «تؤلّهها» كما يفعل عدد من «الفاناتيك»، أي من المراهقين أو حتى سادة المجتمع من فنيّين ومختصين وأصحاب رأي، والذين يخفون تحت «جاكيتاتهم» وربطات أعناقهم، كمّاً من الحب «الفانزاتيّ» المستفزّ.

من أجمل صورها وأكثرها أناقة وجاذبية
من أجمل صورها وأكثرها أناقة وجاذبية

جوليا صاحبة صوت ورأي وقضية وأغنية، لكنّها للأسف لم تستطع أن تُقدّم لنا مادة دسمة جديدة نستمتع بسماعها، إذ أنّها كرّرت نفسها هذا العام، أو عادت لتستنسخ ما قدّمه غيرها، أكان في اللحن أو الـStyle أو المناخ الموسيقيّ، أو اختارت أن تطّل بشكل غير مناسب للصورة التي تريدنا أن نطبعها في أذهاننا عنها، فجاء ألبومها أو ما سمعناه من الألبوم الجديد، منقوصاً، كمن يعرج على قدم واحدة على حافّة جسر، يتأرجح بين تلّتين!

جوليا بطرس وشقيقها زياد بطرس
جوليا بطرس وشقيقها زياد بطرس

ما أكتبه هنا، لا يعبّر عن رأيي وحدي، بل أنقل فيه رأي العشرات ممن أعرفهم، ويعشقون جوليا وأغنياتها، فحتى من يحبونها لا يشعرون بالرضى على العمل الجديد، وعندما أواجههم يقولون: «معليه، بكرا بتعمل شي أحلى»، من باب التبرير طبعاً، بينما لا أرى نفسي  مُجبراً على التبرير، ولا أريد أن أجد لها حجّة ولا منفذاً، بل أريد وضع الإصبع قي مكانه، لتستفيق جوليا من غيبوبة العظمة، هي ومن حولها، وأقصد الملحن الكبير زياد بطرس، الذي أيضاً لا شكّ في مقامه وقيمته، لكنّي أخاف عليه من جبروت العظمة، إذ أنّه أوقع شقيقته في نسخ هي بغنى عنه، لأساتذتها وأساتذته في عالم الأغنية..

ماجدة الرومي
ماجدة الرومي

في الألبوم الجديد، نسمع السيدة ماجدة الرومي في أغنية (إحذر) أكثر مما نسمع جوليا فيها، ونسمع نجوى كرم في (جوّز بنتو صاحبنا) من حيث اللكنة وطريقة الأداء التي تُعرف بها نجوى، وجاء الكلام سخيفاً أمام اللحن وجماليته، هذا اللحن الذي ترافق مع مناخ الأغنية الموسيقيّ ليسقط في متاهة النسخ، أي جاء طبق الأصل/ Copy Paste عن أغنيات السيدة فيروز مع ابنها العبقريّ زياد الرحباني، على مثال (كيفك إنت) وغيرها من روائع الست.

السيدة فيروز
السيدة فيروز

أما (قرّب النصر) فلم نستطع إكمالها لأنّها نسخة عن أعمال كثيرة قدّمتها جوليا سابقاً ولا جديد فيها، وهكذا مررنا على ما صدر من أغنياتها الجديدة، باستثناء (أنا مين) التي وقفنا عندها كثيراً وصفّقنا وهتفنا وانتشينا فناً!

  • بعيداً عن الصوت.. أين الخلل في الصورة؟

هل تليق هذه الصورة بجوليا وبستايلها وأغنياتها؟
هل تليق هذه الصورة بجوليا وبستايلها وأغنياتها؟

لا نعرف علاقة جوليا بطرس الوطيدة بالغابات والحقول، لكنّها في صورها الجديدة تركض في سهل قمح، بعد أن كانت مشت السنة الماضية في غابة، وعندما قرّرت أن تُجدّد في الصورة، صدمتنا بصورة ترتدي فيها Shoes للرجال وتجلس بشكل «ذكوريّ» كما البنات غير السويات وهي السيدة المحترمة والراقية والتي قاربت سن الخمسين، فتعكف فيها يدها وتجلس «مطعوجة» كمن يستعد لدخول حلبة المصارعة، وهو ما يليق بمن تُقدّم الـJazz مثلاً أو الأغنية الغربية، والفرنسية تحديداً، ولا تليق بجوليا التي تُقدّم الأغنية الوطنية والرومانسية، ما خلق خللاً بين الصورة والصوت، أو بين الهوية والصورة التسويقية!

هذه الصورة جميلة وتبدو فيها جوليا كما يجب أن تكون
هذه الصورة جميلة وتبدو فيها جوليا كما يجب أن تكون

لذا نقول لجوليا «اقعدي جالس» أسوة بصديق زوجك المحبوب جداً، كما فعلتِ في صور أخرى نشرتها بفستان أسود أنيق ورائع مثلكِ، وأخرى في حقول القمح حيث عرفتِ كيف تلبسين وكيف تمشين، كما يليق بكِ وبصورتك على مدار حياتك الفنية التي صار عمرها ثلاثين عاماً!

هكذا ركضت في البراري العام الماضي
هكذا ركضت في البراري العام الماضي
وهكذا ركضت في البراري هذه السنة.. لكن في سهل القمح
وهكذا ركضت في البراري هذه السنة.. لكن في سهل القمح

وإن أردتِ أن تعتبري نقدنا مسيئاً، فنرجو منكِ أن تسمعي لمحبيكِ، وتسأليهم رأيهم الموضوعيّ في أعمالكِ الجديدة، أو يمكنكِ أن تكتفي بالنظر على نسب الاستماع لأغنياتك الجديدة التي لم تتخطَ الـ١٢٤ ألف لأجمل أغنية وهي (أنا مين) رغم مرور ٣ أسابيع على إصدارها، بينما غيرها فلم يتخطَّ الـ٣٥ ألفاً وهو رقم معيب أمام حجمك الفنيّ الكبير ونقصد بالكبير ليس بعدد السنوات بل بحجمك منذ بدأت كبيرة وجلست على عرش الأغنية الماتزمة بقضايا الغالبية العظمى من الناس الذين لا يهمهم إن كنت بنت الوزير أو زوجته يهمهم فقط أنك جوليانا نحن كلنا!

اشتقنا لجوليا (يا قصص) و(لا بأحلامك).. فهل من يعيدها بعد غياب..

علاء مرعب

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار