كتب مازن السيد علي – ادلب – عربي برس – التالي:

تتفاعل في الأوساط التكفيرية المقاتلة في إدلب، قضية الخلافة الشيشانية، التي أعلنها مقاتلون من الشيشان في منطقة شمال إدلب، و إرهابهم أهالي إحدى القرى وإجبارهم على حضور (حفلة ذبح جماعي) لثلاثة من السوريين، بتهمة التعامل مع الدولة السورية الكافرة، وصولاً إلى اغتيالهم إسماعيل عرابي، زعيم إحدى الميليشيات المدعومة من حلف الناتو، والاشتباك معهم، وأسر 15 شيشاني، سيتم قطع روؤسهم وفق الشريعة الإسلامية. 
في إدلبنا خلافة!
روى مصدر معارض لعربي برس، قصة الخلافة الشيشانية وقال: قبل أسابيع أعلن مقاتلون قدِموا من الشيشان، وبعضهم كان يقاتل في أفغانستان، خلافة إسلامية في قرية صغيرة، لا ذكر لها على خريطة إدلب السورية، تتبع لمنطقة حارم، تدعى (مشهد روحين). المجموعة مكونة من شيشان، و مقاتلين آخرين من القوقاز، و آسيا الوسطى، معظمهم لا يتحدثون العربية، واعتبرت أنها الأحق في حكم سورية، و تحويلها إلى خلافة إسلامية، تسعى لتوحيد روسيا وسوريا من أجل تحرير القدس و فلسطين!
وقال المصدر: مؤخراً قام هؤلاء بإعدام ثلاثة سوريين ذبحاً، وأجبروا الأهالي بمن فيهم الأطفال، على مشاهدة عملية الذبح، لترهيب الجميع وتعويدهم على السمع و الطاعة، لولي الأمر الشيشاني!
المجموعة الشيشانية المكونة من أكثر من 100 مقاتل، كفرت جميع الثوار السوريين، ولم يقتصر تكفيرها على كتائب الجيش الحر، التي لا تعرف من الإسلام سوى كلمة الله اكبر، و التكبير فوق الغنائم، بل كفّرت أحرار الشام، وجميع المقاتلين الذين لا ينضوون تحت لواء أميرها، بمن فيهم جبهة النصرة، التي يعتبرها السوريون والمراقبون الأشد تكفيريأ بين الميليشيات التكفيرية جميعها.
بعد (حفلة الذبح) تم تشكيل وفد رفيع المستوى مكون من ثمانية أشخاص من مشايخ الوهابية، ودكاترة ومثقفين، بعضهم من مجلس شورى المجاهدين، لمحاورة الخليفة الشيشاني، الذي لا يعرف أحد في المنطقة اسمه بل يطلق عليه لقب (أمير المؤمنين).
وتابع قائلاً: بعد دقائق من الحوار، قال لهم: إنكم تسعون للفتنة والفساد في أرض الخلافة. ثم حرك يده في إشارة خاصة لمقاتليه داخل جامع القرية، فلقموا أسلحتهم، ووجهوها إلى رؤوس الوفد السوري، وأمرهم بجلد أحد المحاورين الضيوف لأنه قام بـ "الشوبرة" بيديه أثناء الكلام مع الخليفة.  
الحكم بالجلد وتطبيقه فوراً، مع إكرامية وافرة من الرفسات و الصفعات أثارت رعب الوفد الرفيع المستوى، الذي سارع لمغادرة الجامع شاكراً حسن ضيافة الخليفة، وسرعة البت في الحكم، والتنفيذ لديه حتى من دون تكليف المتهم لصق طوابع ورسوم قضائية.
ما جرى مع الوفد الرفيع المستوى، أثار حفيظة إسماعيل عرابي، قائد ألوية وكتائب الإسلام. فقرر الذهاب بمفرده إلى الشيشانيين والطلب منهم عدم التحكم بالسوريين.
وقال مقاتل مقرب من إسماعيل عرابي، كان خرج معه في أولى مظاهرات حلب في آذار2011، التي تطالب بالحرية والدولة المدنية و الديمقراطية: قاموا بتجريد اسماعيل عرابي من سلاحه خوفاً من شجاعته وقوته، ولأنهم جبناء، وتحدث معهم عن أنهم ضيوف في سوريا لمساعدة أهلها وليس للتحكم فيهم، وأن المسلمين طلبوا منه إبلاغهم إما بمغادرة سورية من حيث أتوا أو التوجه مع شباب إدلب إلى ميادين القتال، وأن أخذهم البيعة لأنفسهم بأنفسهم هو أمر غير شرعي.
وأضاف أنه فوجيء الشيشانيون، بشجاعة إسماعيل وخافوا منه، وظنوا أنه يرتدي حزاماً ناسفاً، لأنهم لا يصدقون أن شخصاً يقول لهم أنتم عملاء المخابرات الروسية وعليكم العودة من حيث أتيتم، فقالوا له أنت كافر "شبيّه" ويقصدون بها شبيّح ، فهم لا يلفظون حرف الحاء أخرج من بيت الله، شام دار جهاد يا شبيّه.
وتابع المقاتل الذي ترك دراسته الجامعية و انضم للجهاد: إسماعيل غضب كثيراً، واعتبر نفسه مغشوشاً بالمجاهدين الشيشانيين، وساهم في تزويجهم عدة بنات من قريته، وبينهم قريبة له، وعاد إلى إخوانه من جبهة النصرة، وأحرار الشام، وعدداً من وجهاء المنطقة، وروى لهم ما حصل معه، ومع الوفد من قبل، مما أثار غضب المقاتلين في إدلب، فاجتمع ممثلون عن جبهة النصر، و أحرار الشام، ولواء الإسلام في جلسة حامية، استمرت لما بعد منتصف الليل، وقرروا تصفية الخلافة الشيشانية في إدلب، مهما كلف الثمن.

قرروا ذلك قبل أن يشتد عودها، واتفقوا على توجيه دعوة للشيشانيين لمغادرة سورية، أو التوجه إلى ميادين القتال في حلب، ووادي الضيف حيث منيت الكتائب هنالك بخسائر جسيمة وهزيمة مدوية.
ونقل المقاتل عن عرابي قوله  لثوار إدلب: إن الشيشانيين قدموا لمساعدتنا ضد الدولة الكافرة، وليس لحكمنا بعد أن زوجناهم بناتنا، وفتحنا لهم بيوتنا، يجلسون لحكمنا وهم جهلة في الدين، ولا يعرفون العربية، لغة القرآن الكريم، لابد أنهم من المخابرات الروسية.
وأضاف: يبدو أن للشيشانيين جواسيس وعواينية بيننا، كانوا يراقبون الشهيد عرابي، وقد لحق به بعضهم إلى دكان، ودخل أحدهم خلفه فانتبه لهم فقال عرابي للبائع:  "يا أخوي الإخوان بدهن زوجات وبنات للزواج" وهذه إشارة بين أهالي إدلب للتنبه من المقاتلين غير السوريين، والشيشان الذين همهم الزواج من سوريات، والناس تكره هذا فيهم، لأنهم يتزوجون من أجل الجنس والتقاعس عن الجهاد. فقال البائع: "ما في عنا بنات".

وخرج إسماعيل وقبل أن يلقم مسدسه فانهال الرصاص عليه، ورغم ذلك، لم يصب إلا برصاصة واحدة في رأسه، وقد أصيب صاحب الدكان وابنه.
بعد ذلك حاول الشيشان الفرار باتجاه ترمانين فتصدى لهم الجيش الحر هناك، ودار اشتباك، ففرت سياراتهم نحو (تل عادة) وطاردتهم كتائب الإسلام وأسرت 15 منهم و بينهم مصابون تم علاجهم وفق الشريعة الإسلامية.
والمقاتل أوضح انه: بعد هزيمتهم أمامنا جاءت تعزيزات شيشانية كبيرة، تقدر بأكثر من ثلاثين مجاهداً، فلقناهم درساً لن ينسوه، فقد اصطدمت سيارة لهم بصهريج فيول، فأمطرناهم برشاشات الدوشكا، واندلعت النار في الصهريج و السيارة، واحترق بعضهم، وهذا عقاب من الله لهم وكرامة لشهيدنا.
وأكد أن الحريق الذي اندلع في سيارة الشيشانيين، هو نتيجة القضاء والقدر والحكمة الربانية، ولم نقم بحرق جثثهم كما اتهمتنا صفحات التنسيقيات العلمانية، التي تديرها المخابرات الروسية الشيوعية، المسماة لجان التنسيق المحلية.
الخلاف بين التكفيريين يتصاعد، فلم يكن يصدق أحد أن تجري هكذا مآسي في سورية، و أن يظهر تكفيريون أكثر من تكفيريين، فيقتلون بعضهم البعض، إنها لعنة الحرية التي يرفعها شعار من لا يؤمن بها.

 

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار